هناك مثل شعبى مصــرى يقول «إن كنتم نسيتوا اللى جــرى هاتــوا الدفاتر تنقـري» وهناك أغنية للفنانة هدى سـلطان عنوانها «إن كنت ناسى أفكرك» ونحن لسنا مثل الأسماك بلا ذاكرة فالواقع يخبرنا أننا قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى كنا نعيش فى كارثة وكابوس.. نضع أيادينا على قلوبنا خوفاً من ضياع وسقوط هذا الوطن ونخشى عليه من الفوضى العارمة والانفلات وضياع هيبة الدولة وتحالف الشيطان والإرهاب فى مؤامرة ومخطط استهدف الايقاع بمصر من خلال تزييف واحتلال والسيطرة على عقول مواطنيها.. فتش فى الذاكرة واسأل نفسك ماذا عن وضع وحال مصر قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى سواء من ميراث ثقيل جاء من العقود الماضية من خلال عصور سمحت بتراكم المشاكل والأزمات المزمنة دون مواجهة حقيقية أو إصلاح شامل غابت عنه الإرادة بتسويق أوهام وأسباب الحفاظ على الاستقرار وعدم مواجهة الرأى العام بدعوى الحفاظ على الاستقرار الهش واستخدام حبوب ومحاليل المسكنات والتخدير والترقيع واهمال أساسيات أى دولة الصحة والتعليم وعدم الاجتهاد على تنمية الموارد والاكتفاء بمحدوديتها فى الوقت الذى تزايدت فيه معدلات النمو السكاني.. كل شيء يتراجع.. حالة من العجز فى مواجهة مشاكلنا وأزماتنا.. العشوائيات تنتشر.. الأمراض تتفشي.. التعليم ينهار.. الأخلاق تتراجع والدور والمكانة فى الإقليم والعالم تضعف.. والاقتصاد يعيش فى غرف العناية المركزة.. لم تفلح معه المسكنات والانعاش.. كل شيء فى البلاد عقب فوضى يناير 2011 التى فاقمت وضاعفت الأزمات والمشاكل كان يشير إلى مستقبل مظلم لهذا الوطن وأنه يحتاج لمعجزة للعودة من جديد لمجرد أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها التى كانت عليها قبل مؤامرة يناير 2011 وليس هناك طموح غير ذلك لكن ما حدث فى عهد الرئيس السيسى بكل أمانة وموضوعية ان المعجزة تحققت فى عهد السيسى.. وأصبحت مصر وطن الفرص والقوى الإقليمية العظمى وتتمتع بأعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار وبلغت من القوة والقدرة مراتب متقدمة.. بالفعل معجزة حقيقية فمن يقرأ دفتر أحوال الدولة المصرية قبل عقود ثم بعد يناير 2011 كان يتحسر على هذا البلد العظيم الذى عانى من التراجع والمحدودية والجمود الذى خيم على حاضر ومستقبل الدولة فى هذا الوقت.. لكن أنظر الآن مابات لدى هذا الوطن من حاضر ومستقبل وكيف ينظر العالم إليه وماذا يقول عنه الخصوم والأعداء والمنافسون أصبح فى الصدارة.
الأحوال والأوضاع فـى مصــر قبـل الرئيس السيسى لا تسر الأشقاء والأصدقاء وتسعد الأعداء والخصوم.. دولة قاربت على الضياع والسقوط.. لاأمن ولا استقرار.. الفوضى تعم.. هيبة الدولة ضعفت.. أزمات اقتصادية.. ومشاكل وأزمات فى الخدمات المقدمة للمواطنين.. طوابير البنزين والسولار والبوتاجاز.. انقطاع شبه دائم للكهرباء.. تهالك المرافق العامة وسوء وسائل النقل ومخاطر هائلة من استخدام قطارات السكة الحديد وبنية تحتية متفاوتة ومتهالكة.. ارتفاع معدلات النمو السكانى مع بقاء محدودية العمران والموارد وغياب الرؤية والإرادة فى الاستثمار فى مزايا الموقع الإستراتيجى الفريد لمصر التى هى ملتقى قارات العالم.. فلا تطوير للموانئ المصرية وعدم انشاء موانئ جديدة للحصول على النصيب اللائق من التجارة العالمية وتجارة الترانزيت واللوجستيات ومحدودية الرؤية لتطوير قناة السويس مع ظواهر اجتماعية ومعاناة انسانية وصحية للمواطنين من تفشى ظاهرة العشوائيات وانتشار مروع لفيروس «سي» وتراكم مشكلة قوائم الانتظار وإهمال وتهميش وحرمان الصعيد من التنمية وغياب الإرادة من تنمية وتعمير سيناء خاصة أنها قضية أمن قومي.. وإرهاب يتصاعد وفوضى تتمدد ومشروعات إقليمية تسعى للحصول على دور مصر.. وأيضاً مشروعات فى القرن الإفريقى تكون شوكة فى ظهر مصر ووسيلة لتركيعها وابتزازها وقطاع الزراعة ينزف ويفقد أجود الأراضى الزراعية وانتشار اللون الأحمر بدلا من الأخضر والتوسع فى استصلاح الصحراء حيث طغت المبانى غير المرخصة وغير المخططة على مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية وتجميد مشروع توشكى وغياب الرؤية الإستراتيجية فى وضع حلول للمشكلة السكانية فلا توسع عمرانى ولا زراعى ولا صناعى ولا مدن جديدة.. خسرت مصر خلال سنوات الفوضى والإرهاب ما يزيد على 400 مليار دولار وقدمت تضحيات وتكلفة باهظة من دماء أبطالها الشهداء والمصابين فى معركة البقاء والقضاء على الإرهاب.
رغم كل هذه الأوضاع القاسية بل المأساوية لأمة عظيمة خلال العقود وسنوات ما قبل السيسى إلا أن البعض خانتهم الذاكرة ونسوا أو تناسوا هذه الأوضاع الكارثية.. وهناك من يتسابق فى التنظير وهنا أتحدث عن غياب الوعى والفهم لدى البعض وليس ممن يتربصون بالوطن وإنجازاته ونجاحاته وهم أعداء وأبواق ومنابر ومنصات مثل الجماعة الإرهابية ورعاتها فهى مجرد أداة تؤدى دوراً وظيفياً لصالح مخطط الكيان الصهيوني.
بعض الأصوات والأقلام فى حالة من الغفلة والنسيان بعد أن باتت لدينا فضيلة الاختلاف والرفاهية وهذا أمر قد يكون مشروعاً.. لكن محاولات اهالة التراب على ما تحقق من معجزة حقيقية ونسيان ما واجه هذا الوطن من أزمات ومشاكل وكوارث وتراجع كادت تقصف به.. لذلك لا يجب أن تغيب عنا هذه الذكريات المؤلمة على أى مواطن شريف.
لا يجب أن تجعلنا أزمات طارئة أو مفروضة أن ننسى ما عانينا منه من تحديات خلال العقود والسنوات الماضية أو نتجاهل ما تحقق من معجزة لا نقول ان الدنيا وردى بالنسبة للمواطن لكن نحن فى وطن قوى ثرى بالفرص سوف تصنع فارقاً فى تحقيق آمال وتطلعات المواطنين بعد سنوات الصبر والتحمل لتداعيات الإصلاح والأزمات والصراعات الإقليمية والدولية..
سطور المقال لا تتسع لتفاصيل المعجزة التى تحققت منذ أن تولى الرئيس السيسى قيادة الدولة المصرية.. لكن هدفى من المقال فى ظل محاولات البعض وهجوم الأعداء وتنظير الغارقين فى بحور الرومانسية السياسية والاقتصادية.. أن أقول ان مصر- السيسى حققت معجزة بكل المقاييس من الانتقال من مرحلة شفا السقوط والضياع إلى مرحلة القوة والقدرة والفرص والإبداع.
تحيا مصر